"القلب النابض"- ترميم وادي الشرار وينابيع قاسيون

اطلاق مشروع تجريبي هو الأول من نوعه لإنشاء مساحة طبيعية محمية في حوض وادي الشرار، كجزء من خطة واسعة تجمع بين مناطق بريه محظورة  ومحميات طبيعية مجتمعية

 

 

نعمل في هذه الأيام على تنفيذ، مشروعا تجريبيا مميزا هو الأول من نوعه، وهو ترميم عين ماء في إسرائيل، "ينابيع قاسيون – القلب النابض لوادي الشرار "، تحت اشراف إدارة المناطق المفتوحة، وادي الشرار وفيه تشارك السلطات المحلية في المنطقة والهيئات التي تدير المساحات المفتوحة.

المشروع التجريبي هو جزء من خطة أولية فريدة من نوعها تشمل التخطيط والتطوير الشامل لمساحات من مناطق الطبيعة المجتمعية، والتي تمتد على حوالي 186 دونم على طول وادي الشرار وروافده. التخطيط للشراكة بين مجتمعات البيئة المحيطة، وخلق التوازن بين احتياجات الأنسان والطبيعة.

الإطار المنطقي من وراء مخطط منطقة الشرار

الأطار المنطقي وراء عمليات التخطيط هو إنشاء نموذج لترميم وادي في الطبيعة من منظور يأخذ خصوصية الوادي بعين الاعتبار، في مركزه ثلاث مكونات – تقديم نموذج لترميم وادي وفق معايير الوظيفة البيئية، تقديم نموذج يعبر عن تأثير ترميم الوادي على جودة المياه وجودة البيئة المحيطة، بالإضافة لتوطيد علاقات المجتمع المختلط لتعزيز المسؤولية المشتركة.

وفي ظل هذا المشروع، يتم فحص الفرص الكامنة في الترميم، وكما ذكر، تم اختيار المشروع التجريبي لإعادة ترميم الينابيع والحفاظ عليها بطريقة مستدامة باعتبارها جوهر منطقة البرية المحظورة، إلى جانب العنصر البشري والمساحات الزراعية.

المشروع التجريبي لعيون قاسيون

المشروع التجريبي له هدفان رئيسيان، الهدف الأول هو ترميم الينابيع ومحيطها على اختلاف المحاور: إنشاء نظام هيدرولوجي (علم المياه) بيئي جيد للينابيع، في وادي هكوسيمت، وفي نقطة التقاءه مع وادي الشرار؛ تحسين التفاعل بين الموارد الطبيعية ومستخدمي المنطقة (المزارعون، المجتمع، الزوار ورعاة الماشية، إلخ)؛ تعزيز مجتمع ذا صلة بموارد المياه الطبيعية المحلية ومشارك في الحفاظ على المحمية بمرور الوقت. الهدف الثاني هو إنشاء منظومة لإدارة وصيانة الوادي والتعلم عنه وعن محيطه عن طريق شراكة بين التنظيمات المختلفة إلى جانب التطوير المصمم خصيصا لتوفير ما يلزم لإدارة المنطقة.

وتشمل مبادئ التخطيط لقلب المحمية، الحفاظ على التدفق العلوي من المياه الغزيرة للوادي والينابيع حتى مصبها في وادي الشرار، وإعادة التأهيل البيئي والتواجد الطبيعي، واستعادة الاتصال البيئي بين الجداول ووادي الشرار، والبحث المدني والعلوم، والاهتمام بالحد من الضرر الذي من الممكن ان يمس المناطق الزراعية.

ومن بين الإجراءات المطلوبة لنجاح المشروع، سيتم إغلاق مصب الينابيع بالحجارة ونثر الحجارة حوله، وتعزيز النظام البيئي وخلق التعقيد الهيكلي في البيئات الرطبة؛ وزراعة الأشجار والنباتات بمساعدة متطوعين من المجتمع، وحرث الطرق والغرس، وتخفيف الأشجار الموجودة في المنطقة الجافة، وتعزيز الزراعة حول الينابيع، وإزالة انجراف التربة، وأكثر من ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم وضع الصخور ولافتات المعلومات في نقاط التفاعل عند إغلاق الطرق الترابية ونقاط الوصول الى الوادي والينابيع، لغرض منع المشاة والمركبات من الدخول، إلى جانب عمليات إبعاد الماشية (لتحسين نوعية المياه والحد من المخاطر) ومنع انجراف التربة الزراعية في المنطقة المحمية.

ومن بين التحديات التي تواجه نجاح المشروع مسائل الصيانة المستدامة ومسائل الإدارة المشتركة وإبرام اتفاقيات واسعة النطاق. يوضح إيال كانتز، الرئيس التنفيذي لسلطة التصريف والاودية الأردن الجنوبي أن السكان شركاء مهمين في نجاح المشروع.  "في العام الماضي، وقبل بدء التنفيذ، قادت وحدة المجتمع والتعليم نظاما شاملا لتجنيد مجتمعات المنطقة من البلدات المجاورة والناشطين المهتمين بالموضوع، كجزء من مشروع فريد تكون فيه المجتمعات المحلية شريكة في تخطيط المنطقة بأكملها. يعد المشروع التجريبي لترميم ينابيع قاسيون خطوة أولى لمخطط بعيد المدى، من شأنه أن يخلق مساحات تتشابك فيها الطبيعة المجتمعية والطبيعة البرية، تصب في مصلحة الطبيعة والانسان".

ويقود المشروع المهندس أوفير سيلع، مدير قسم الهندسة وشيري فيردمان، مديرة الشراكات المجتمعية والتعليمية في سلطة التصريف والاودية والمديرة ميريام بن شالوم، الخبيرة في إدارة المشاريع البيئية والمديرة رون ريموند، مختصة في التخطيط البيئي بالإضافة لطاقم من المهنيين في مجالات مختلفة.